#شعر | هيام الأحمد: الطوفان

فن وثقافة

الآن 2185 مشاهدات 1


في القُدسِ ألفُ مُرابِطٍ و مُرابِطٍ
لانَ الحديدُ وجُنْدُها ما لانوا"

يشيب الزمن إلا أن عزائمهم لاتشيب ، بل يتجدد عنفوانها وتتوقد نيرانها  في سبيل استرجاع وطنهم المسلوب، ولا أدل على ذلك من عملية طوفان الأقصى النوعية التي زعزعت أركان العدو وجعلته يتخبط في إجراءاته الفاشلة وممارساته الإجرامية
، إنهم أبناء فلسطين المرابطون  رباط الإباء في كل لحظة .

هنا قصيدة رائعة لشاعرة سورية مبدعة هي هيام الأحمد التي تستغرب أن يأتي من أبينا آدم نسل  هم الصهاينة  يستمرؤون الإجرام ويقتلون النساء والأطفال بدم بارد ،بينما يقف العرب موقف المتفرج البغيض لايفعل شيئاً، لكن الشاعرة ترى أن فجر الخلاص لن يطول انتظارُه ، طالما المقاوم لاتنطفئ نارُه:

وَغْدٌ تتلْمَذَ عِنْدَهُ الشّيْطانُ
وَالإنْسُ تلْعَنُ فِعْلَهُ والجانُ

عُذْرَاً لِآدمَ إذْ أتى مِنْ نَسْلِهِ
نَذْلٌ يَموتُ بِقَلْبِهِ الإنْسانُ !

ويَجِفُّ ينْبُوعُ الحياةِ بِثَغْرِها
لَوْ حَدَّثَتْ عمّا جرى الجُدْرانُ

شَيْخٌ يُزَفُّ إلى السّماءِ وصَدْرُهُ
تَوْراتُهُ ، الإنْجيلُ ، والقُرْآنُ

وَصَبِيَّةٌ شاخَتْ ذَوَائِبُ حُلْمِها
لمّا  تهادى  لِلرَّدى  صِبْيانُ

أشْلاؤهُمْ تحْتَ الرُّكامِ تَبَعْثَرَتْ
أوَما تَحَرَّكَ في الورى وجْدانُ ؟!

صَوْتٌ لِثَكْلى تَسْتَغيثُ بِرَبِّها
كُلُّ السّماءِ لِصَوْتِها آذانُ !

تَلْقى الشّهيدَ وَقدْ تَبَسَّمَ ثَغْرُهُ
فالوَعْدُ حَقٌّ وَ الجَزاءُ جِنانُ

ما هَمَّ  لَوْ ضَمَّ الثَّرى بِفُؤادِهِ
وتَضُمُّ عِطْرَ دِمائِهِ الأكْفانُ

قَتْلٌ ، وتَشْريدٌ ، وبَثُّ مَخاوِفٍ
هَيْهاتَ مِنَّا الذُّلُّ والإذْعانُ !

في القُدسِ ألفُ مُرابِطٍ و مُرابِطٍ
لانَ الحديدُ وجُنْدُها ما لانوا

قَدْ لَقَّنوا الباغينَ دَرْسًا قاسيًا:
ما عاشَ  فَوْقَ  تُرابِنا  خَوَّانُ

يا عُرْبُ قد سُلِبَتْ جَميعُ حُقوقِنا
والحقُّ ما شاءَ الكِرامُ مُصانُ

لا تَخْذُلوا  أُخْتًا تَئِنُّ  جَريحةً
وتَصولُ مِلْءَ حِياضِها الذؤبانُ

لا تَصْمُتوا ،هُبّوا كَسَيْلٍ جارفٍ
ما هانَ شَعْبٌ جَدُّهُ قَحْطانُ !

والنّصْرُ آتٍ ، لا مَحالَةَ قادِمٌ
وَعْدُ  الإلهِ  وَكُلُّنا  إيمانُ

أرْضُ القَداسَةِ ،وَالنُّبُؤَةِ ، والهُدى
مِنْ حَوْلِها قَدْ باركَ الرَّحمنُ

يا قُدْسُ ما طالَ المُقامُ لِظالِمٍ
وعلى تُرابِكِ لَنْ يَدُومَ  كيانُ

لَمْلِمْ أيا مُحْتَلُّ جُندَكَ ، وارْتَحِلْ
لا شيءَ  يُجْدي  إنّهُ  الطّوفانُ

تعليقات

  1. رجا القحطاني ألف ألف شكر لك شاعرنا الكبير على هذه المبادرة الطيبة نسأل الله العلي القدير أن يمن على أهلنا في فلسطين بالنصر العزيز إنه بالإجابة جدير وإنه على كل شيء قدير

اكتب تعليقك